- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً

- الخطوط الجوية اليمنية تشتري طائرة خامسة رغم احتجاز أرصدتها
- طيران اليمنية.. مسيرة نجاح مستمرة رغم الصعاب والتحديات
- أمر جنائي ضد أحمد السقا بعد اتهامه بالسب والضرب لطليقته وسائقها
- الاستخبارات الروسية: بريطانيا تُعدّ لكارثة بيئية في «أسطول الظل»
- مخاوف حوثية من انتفاضة شعبية.. اعتقالات واسعة تطال المؤتمر الشعبي في صنعاء
- نتنياهو: سأصدر تعليمات للجيش حول كيفية المضي قدماً في غزة
- إسبانيا تفكك شبكة دولية لتهريب اليمنيين إلى بريطانيا وكندا بجوازات مزورة
- السفير المغربي في عمّان: القدس مسؤوليتنا المشتركة والعلاقات الأردنية المغربية راسخة
- الاتحاد العام للإعلاميين اليمنيين: وثيقة صلح ضد صحفي «مهينة وتعسفية» وتخرق القانون
- كاريكاتير أمريكي يسخر من عبدالملك الحوثي ويكشف الحقيقة الدامغة (تفاصيل)

مثلما يصنع الغروب بحيرات حمراء من السحب ، فإنهم على شوارع "تعز" يصنعون بحيرات من دماء الأبرياء ، هناك في المدينة المنكوبة يد الموت لا زالت تسرق الحياة من نفوس الأبرياء ، وأعداء الحياة لم تتوقف أيديهم عن القتل ولم يكتفوا بالحصار المطبق على المدينة منذ أكثر من عام .
عاصمة الثقافة أصبحت اليوم عاصمة للأحزان ، فالموتُ والحزنُ يتعانقان في ربوعها ، فمن نجى من أحدهما لا يسلم من الآخر ، كل يوم والمدينة تنام وتستيقظ على أصوات الانفجارات ، وكل يوم نسمع بمجزرة جديدة يرتكبها صناعُ المآسي في شوارع تعز ، آلاف الجرحى والقتلى سقطوا جراء الحرب الدائرة في المدينة معظمهم من النساء والأطفال ، وآلف الأسر تشردت من ديارها لم يكن أمامها من خيار سوى النزوح طمعاً في النجاة وهروباً من الموت.
وهناك ثمة مناظر تستوقفك منذ الوهلة الأولى ، تبعث في النفس شيئاً من الحزن والقشعريرة ، مناظر الأطفال الذين تطايرت أشلاءهم في شوارع المدينة وأرصفتها ، أشلاء الموتى التي تدل على وحشية القاتل وقساوته وتجرده من كل قيم الإنسانية ومن كل معاني الرحمة والأخوة .
تعز الجرح الدامي في الجسد اليمني ، جرحٌ ينزف ليلَ نهار أمامَ مرأى العالم ومسمعه ، تعزٌ تستغيث تنادي معتصماً ولا معتصماً يلبي نداءها ، لك الله يا تعز لقد تجذرت المأساة في ثراك واتسعت رقعة الخلاف . إن أعداءك اليوم يتكالبون عليك من كل حدب وصوب ينتقمون من كل شيء جميل فيك، إنهم بوحشية المغول يجتاحون أرضك الطاهرة ، لقد ملؤا سماءك الجميلة بسحبٍ قاتمةٍ سوداء ، هؤلاءِ الخفافيش الذين يتعلقون بأهداب الأمل الكاذب !
فإلى متى يا مدينة الضياء سيحاصرك خفافيش الظلام ، وإلى متى يا جرحنا الدامي سيستمر نزيف الدم اليمني ، ومتى يا وطني سيورق الأمل في قلوب التعساء والمحزونين ، وفي صحراء حياتهم القاحلة ؟!
تعزٌ ابناءها يعيشون بين الموت والموت ولا خيار غير ذلك ، فإما أن يموتوا بنيران القناصة ومدفعياتهم أو يموتون عطشاً وجوعاً نتيجة الحصار المفروض على المدينة منذ ما يزيد عن سنة ، تعز يقتلها صمت الشرعية وتخاذلها قبل أن يقتلها الحصار المطبق والقصف العشوائي على الأسواق والأحياء السكنية . شوارعها مضرجة بالدماء ، وسهولها وجبالها مزروعة بالألغام وكل يوم تحصد أرواح العشرات من المارة الذين لا حول لهم ولا قوة ، لا يهمهم انتصرت الشرعية أو المليشيات .
أما سياسيونا فإن تضليلهم لن يستطيع أن يخفي حجم الكارثة التي تعيشها محافظة تعز، وهل تخفى الشمس في رابعة النهار ؟ وأما من ملؤا مسامعنا بضجيجهم الذي لم يخدم قضية تعز ولم يوقف نزيف الدم المتدفق نقول لكلماتهم الرنانة وخطبهم الجوفاء أمطري خبزاً لآلاف الجوعى ، وصحة وعافية للجرحى ، وسعادةً للبؤساء ، أعيدي القتيل إلى أهله حي يرزق ، وأعيدي الطفل إلى أحضان أمه .
وأما أعداء الحياة فلايزالون في غيهم وتغطرسهم ، تتجاذبهم الأهواء ، وعلى سلمٍ من هباء يريدون الصعود إلى قمة المستحيل !!اللهم أجر الوطن من جورهم .
لكن تعز رغم جرحاها لا زالت تقاوم ببسالة تتحدى كل أساليب الموت ، ستنتصر بأبطالها ولن يتغلب قاهر الضوء عليها وسيضل عدماً لن يخلقا كما قال شاعرها ، و مثلما انصرعَ النهارُ- بضيائه - أمامَ سطوةِ الليل ، غدا سينصرعُ ليلُ الطغاةِ وإلى الأبد وستنتصر تعز وستعلو رايتها خفاقة على جبل "صبر" وقلة القاهرة" .
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر
