- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً

- بترو أويل تستحوذ على 40% من مشروع مصفاة جيبوتي بالشراكة مع أجيال السعودية
- «الزينبيات».. ذراع حوثية لتكريس القمع وكسر المحرّمات الاجتماعية في اليمن
- مراقبون: استهداف إسرائيل محطة كهرباء حزيز عمل مسرحي يخدم أجندة الحوثي
- ابن اليمن عصام دويد… ظلُّ الزعيم الذي قاتل بصمت من أجل الجمهورية
- الخطوط الجوية اليمنية تشتري طائرة خامسة رغم احتجاز أرصدتها
- طيران اليمنية.. مسيرة نجاح مستمرة رغم الصعاب والتحديات
- أمر جنائي ضد أحمد السقا بعد اتهامه بالسب والضرب لطليقته وسائقها
- الاستخبارات الروسية: بريطانيا تُعدّ لكارثة بيئية في «أسطول الظل»
- مخاوف حوثية من انتفاضة شعبية.. اعتقالات واسعة تطال المؤتمر الشعبي في صنعاء
- نتنياهو: سأصدر تعليمات للجيش حول كيفية المضي قدماً في غزة

شبابنا هم عنوان ثوراتنا العربية، هم الجذوة، وهم الحلم، وهم الأمل، كما وهم أيضا الجيل اليائس المحبط من أشياخنا الذين ركبوا ثوراتهم، ومن سرقتها، ومن ثم ها هم يعقروها في زمنهم المنحط القذر.
الناظر الآن في واقع هذه الثورات وفي إفرازاتها وبعيد قرابة أربعة أعوام على إسقاط أول طاغية عربي سيجدها ثورات غريبة تشبه لحد ما هجينا من الكائنات الغريبة المخلوقة من تزاوج شاذ ومنحرف كذاك الحاصل بين خيول البراري وحميرها.
أحدق مليا بوجوه من ثاروا في الأمس القريب، أحاول أن أرى وجها ثوريا يماثل أولئك الثائرين على الأنظمة القمعية الفاسدة فلا أعثر سوى على وجوه سادت وهرمت وشاخت وتحولت ولدرجة أنها لا تشبه أوجه أصحابها.
الثورات- التي تعجز عن استكمال هدفها- هي ثورات ناقصة خطرة على المجتمعات، فمثلما قيل إن الثوار الذين لا يستطيعون إتمام ثوراتهم إلى منتهاها إنما هم يحفرون قبورهم بأيديهم.
فالثورات عادة وغالبا ما يكون مستهلها فكرة نقية نابضة بالحيوية والمثالية والتضحية، لكنها- وبمضي الوقت- تصير مروعة صادمة ملتهمة لأجمل وأنبل ما فيها من طُهر وعفوية وصدق وحلم.
القوى القديمة الجديدة تستميت ثائرة ومحاربة ولكن في معركتها الثأرية الانتقامية التي لا صلة لها البتة بثورة الشباب ولا بمعركتهم التي غايتها وطن وشعب ودولة وكرامة وحرية ورفاهية وعدل وأمان.
ليست اليمن استثناء فما حدث وسيحدث يؤكد حقيقة أن هذه الثورات مستمرة ودائبة ما بقيت أهدافها وقيمها بعيدة المنال.. وإذا كانت ثورات الشباب قد أخفقت بحيث أنها لم تستطع تحقيق غايتها بفعل ثوري يؤسس لنقطة فاصلة ما بين عهدين أحدهما مضى وآخر بدأ لتوه؛ فماذا تعني الثورات؟ وماذا ننتظر غير استمرار وديمومة هذه الثورات؟
نعم كان لزاما على شباب العصر الراهن أن يثوروا كيما يستعيدوا أوطانهم الخاملة العطبة الواهنة بحيث يؤول زمام قرارها وإدارتها واقتصادها وإرادتها إلى مسارها الصحيح.
نعم.. البيئة متوافرة خصبة لثورات لا تنتهي، من يظن أن هذه الثورات ستهمد وتزول على المدى القريب ودونما تؤصل لعهد جديد ومغاير تماما عما ساد وصار من الماضي فذاك هو الوهم بعينه، فمن فشل الثورة اليمنية ولد التوافق السياسي الذي كان لإخفاقه خلال الأعوام الثلاثة فاتحة لثورة شعبية.
هذه الثورة ليست ثورة الحوثي وجماعة أنصار الله أو أنها ثورة النظام القديم الثائر بقوة وصلف لاسترداد سلطة الزعيم إذا لم نقل للانتقام من خصومه؛ بل هي ثورة توافرت لها عوامل وظروف ثورية مكنتها من بسط نفوذها وسيطرتها وفرض وجودها.
فما من حركة أو ثورة أو انتفاضة بمقدورها النجاح ولمجرد حصولها على دعم رئيس مخلوع أو دولة أجنبية؟ المال والسلاح والقناة الفضائية ربما عدها البعض أدوات حاسمة، لكنها تبقى فاقدة الأهمية لولا أن المجتمع جاهز ومهيأ وحاضن وأيضا متحمس وفاعل في أية ثورة وحركة وانتفاضة.
ختاما.. الثورات مستمرة والحوثي وجماعته وثورته قد يكونوا مقدمة إيجابية لمرحلة سياسية مختلفة قولاً وفعلاً وقد يكونوا بداية لنهاية مأساوية وكارثية لا نتمناها مطلقا.
نعم؛ فربما أفلحوا في اجتياح صنعاء عسكريا، لكنهم- وهذا هو المهم- باتوا في موقع من ثاروا عليهم وينبغي لهم إثبات أنهم الأفضل والأجدر من أسلافهم وإلَّا فالثورة بانتظارهم.
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر
